متضامن بريطاني:لم أجد راحة وسكينة إلا بغزة
إبراهيم المجليسي شابٌ بريطاني الجنسية يبلغ من العمر "27" عاماً ، يتكلم العربية، يدرس في جامعة مانجستر، دكتوراه في الموارد البشرية في لندن.
سمع "إبراهيم" عن غزة ولكنه لم يشاهدها فأبى إلا أن يشارك في قافلة شريان الحياة"1" لكي يصل إلى غزة ليشاهدها فحالفه الحظ ووصل إلى غزة في حالٍ لم تكن عليه في هذا الوقت بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة .
إبراهيم دخل غزة وشاهد أهل غزة المحاصرين قبل الحرب الإسرائيلية على غزة فشارك "إبراهيم" في قافلة شريان الحياة "3" التي يترأسها النائب البريطاني "جورج غالوي" والتي جاءت بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة وحال قطاع غزة كما هو الحال في قافلة شريان الحياة"1" من حصار وحرب إسرائيلية متواصلة على غزة.
وكالة شهاب للأنباء استضافت في مقرها بغزة الشاب البريطاني "إبراهيم" وهو أحد أعضاء قافلة شريان الحياة "3" التي أتت إلى قطاع غزة لكي تكسر الحصار عن أهالي القطاع المحاصر ، بعد أن منع من العودة لبلده مع أعضاء القافلة ...
ما الذي دفعه المجيء لغزة...؟
قال الشاب البريطاني "إبراهيم" : "إن الذي دفعني المجيء لغزة هو حبي لأهل قطاع غزة وما تعرضت له من قصف شديد كان ينقل عبر القنوات الفضائية".
وأضاف، "رأينا غزة ولكننا لم نستطيع أن نفعل أي شيء، وعندما وصلت لغزة عبر قافلة شريان الحياة "1"، ورأيت الناس في غزة والشعب هنا حبيت أهل غزة، وعندما سمعت عن قافلة شريان الحياة"3" حبي لغزة جعلني أشارك في القافلة".
ما الذي سمعه عن غزة؟
وتابع إبراهيم "في الحرب الأخيرة شاهدنا على التلفاز ضرب شديد جدا على غزة ولكننا لم نستطيع فعل أي شيء، ولا يوجد احد يتدخل ولكن شعوري الداخلي كان لابد أن يتحرك ،وضرب إبراهيم مثلاً على ذلك قائلاً: "إذا رأيت بنتك داخل بيت والبيت هذا محروق ولا تستطيع أن تدخله وتخرج بنتك ، كيف كان شعورك؟" هذا كان شعوري.
رحلة القافلة...
قال إبراهيم:" خرجنا من بريطانيا يوم 5/12/2009م، ودخلنا فرنسا وبلجيكيا والكثير من المدن الأوروبية وبعدها لتركيا وسوريا والأردن، وكان في كل دولة يوجد جماهير كثيرة تنتظر القافلة ولكنهم لا ينتظروا القافلة بحد ذاتها بل الأشخاص الذين سيذهبون إلى غزة.
وأوضح إبراهيم "أن هم الجماهير هو غزة وكل مكان نكون متواجدين فيه يقولون نحن مع أهل غزة ، فكان استقبال الجماهير لنا كبير جدا إكراما لأهل غزة وخاصةً في تركيا والأردن وسوريا.
أحداث العريش...
وتابع إبراهيم " وصلنا ميناء العريش المصري وكنا جالسين أمام مدخل الميناء وكان له بوابتين فجاء الكثير من الجنود المصريين وحاطوا بنا وكان هنالك رجال لا يلبسون اللباس العسكري بل لباس مدني ثم هاجمونا وضربونا ورجمونا بالحجارة والغاز المسيل للدموع .
وأردف "لكنني عندما رأيت الجنود المصريين شعرت أنهم سيضربوننا فأردت أن أوضح لهم ماذا نفعل نحن في العريش ، قد يكون سوء تفاهم أو لا يعلمون الله اعلم، متسائلاً لماذا يحيطون بنا هكذا؟! ونحن لا نريد أن نقاتلهم .
كلمات "إبراهيم" للأمن المركزي
"نريد أن ندخل إلى غزة ، لدينا أدوية فقط، عندكم أم وعندكم أب ، كل واحد فيكم له أم وأب وأخ وطفل نحن ليس بيننا وبينكم أي شيء فلماذا تقفون هكذا ؟ والله ستحاسبون ، فحاسبوا قبل أن تحاسبوا ، نحن لا نأتي لأي حد نحن لا نتحرك من هنا ، ليس لديهم زيت ،لا يأكلون لايشربون، لا ينامون في بيوت ولكن في خيام، نحن نفعل هذا ولا نرى ، القلب يرى والقلب يسمع، والله لا نريد منك أي شيء، والله لا نريد أن نقاتلكم ، ليس بيننا وبينكم شيء، نحن نريد أن نأخذ هذه الأدوية ، أتحرم أمك من الدواء، أتحرم أختك من الدواء، أتحرم بنتك من الدواء،..."
وبعد هذه الكلمات التي خرجت من قلب "إبراهيم"، قال:" لا توجد أي إجابة من قبل الأمن المصري كان السكون سيد الموقف وبعد دقيقتين رجمونا بالغاز المسيل للدموع والحجارة هذه كانت ردت فعلهم .وكان هناك عدد من المدنيين خلف الامن المصري وهم اول من رجمونا بالحجارة ثم تدخل الأمن المصري" .
الدخول إلى غزة...
قال الشاب البريطاني:" سمح لنا بعد مفاوضات جرت بين جورج غالوي رئيس القافلة والرئيس التركي "بولند" مع الضباط المصريين من أجل الدخول إلى غزة ولكنهم لم يسمحوا لبعض السيارات من الدخول لغزة فتركنا السيارات الممنوعة من الدخول لغزة في العريش لكي تعود إلى سوريا" .
وتابع، "يوجد فرق كبير في"مسافة متر" ما بين الظلمات والنور، الهواء يختلف وتشعر بالراحة والأمان والاطمئنان في هذه المساحة وهي متر في بداية المتر من الجانب المصري يوجد رهبة أمام نهاية المتر من الجانب الفلسطيني يوجد الاطمئنان وهذه نعمة من الله" .
وعن تعامل الأمن الفلسطيني مع القافلة ،أضاف إبراهيم" معاملة الأمن مع القافلة جيدة وكان رجال الأمن فرحين وسعدين جدا بنا مثل المقابلة مع أخ أو صديق ، وعن الاستقبال الجماهيري قال:" كأنني كنت مسجونا ورجعت إلى أهلي، كل غزة خرجت لاستقبالنا فكانت شعور جميلة جدا".
ما شاهده "إبراهيم" في غزة...
قال:" يوجد أماكن كثير مقصوفة من مدارس ومساجد ومستشفيات ، ممكن الأعمى ان يرى هذه المشاهد من كثر ما يوجد دمار في غزة ". متسائلا كيف يحدث في هذا العالم ونحن في القرن 21 ولدينا وسائل إعلام وتكنولوجيا تبث ماذا يحدث في أي مكان في العالم كيف يحصل هذا الان ، اين العالم ، اذا كان هذا في غزة ممكن ان يحصل في أي مكان آخر ".
وطالب العالم ان يتكلم لانه ممكن يقصف غداً بيته ، وإذا ليست أمه اليوم ممكن تكون امه غدا، عليهم ان يتكلموا وان لم يتكلموا تنتهي الإنسانية .
ماذا تعني غزة لك وماذا ستفعل لها...؟
كانوا يقولون غزة أهل العزة مجرد كلام، ولكنني عندما وصلت إلى غزة عرفت معني هذا الكلام ، فغزة فعلاً رمزاً للعزة .
وتابع، "سأوضح حقيقة الصورة التي رايتها في غزة وإن شاء الله إذا وصلت الصورة اعتقد انه لا يسمح لأي شخص في العالم السكوت عما يحدث فيها .
سبب عدم عودته مع لبلاده...
قال:" عندما ذهبنا الى المعبر وأذ بصديق لي كان مريضاً فرجعنا لغزة للعلاج بالمستشفى وبعد يومين من العلاج في المستشفى قررنا العودة للمعبر ولم يسمح لنا بالخروج وقالوا لنا المصريين لن تخرجوا حتى يفتح المعبر، فعدنا لغزة مرة أخرى وبقينا حتى هذه اللحظة .وعن وجود إشكاليات بينه وبين الجانب المصري قال لا أعرف بذلك.
ما الذي أثار إعجابه في غزة...
قال إبراهيم:" انا تعجبت من شيئين عندما شاهدت الدمار في غزة، الأول ما كنت أتوقع الدمار الذي رأيته في غزة وكان أكثر مما توقعته، والشيء الأخر الناس هنا لم يكونوا مثلما توقعت عندما جئت لغزة أخذت من أهل غزة المعنويات السكان مسرورين في غزة ويقولون الحمد لله ولا يشكوا هذا ما تعجبت به في غزة" .
وأضاف الشاب البريطاني،"نحن ذهبنا لزيارة شب وله أكثر من "19" عاما مشلولاً بشلل رباعي أصيب بقناصة صهيونية، لا يستطيع ان يحرك شيء من أطرافه الا رأسه فقط ،وهو يبتسم ويتكلم وكأنه لم يحدث له شيء !!، فهذا الشخص يمثل كل الذين رايتهم في غزة سكان صابرين ثابتين ويقولون الحمد لله وعندهم إيمان بالله ، ما كنت أتوقع ذلك" .
رسالة "إبراهيم" لأهل غزة ...
أقول لأهل غزة جزآكم الله خيرا على ترحيبكم وحبكم لي ورفع معنوياتي وان ثباتكم وصمودكم رفع الرأس ووصل الى كل مكان في العالم. وتوجد أيه من القران الكريم كلما اسمعها أتذكر أهل غزة وهي قال تعالي:" ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".
المصدر وكالة شهاب للأنباء